ربما يكون المشوار الطويل إلى نهائيات كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008) قد أسفر عن نهاية حزينة للمنتخب الانجليزي الذي خرج صفر اليدين من التصفيات لكنه ألقى بظلال السعادة على منتخبات أخرى منها المنتخبات الاربعة التي لحقت بركب المتأهلين على النهائيات مع ختام منافسات الجولة الاخيرة بالتصفيات.
وضمن المنتخب الروسي تأهله للنهائيات على حساب نظيره الانجليزي لتتباين ردود الفعل في البلدين بعد انتهاء منافسات الجولة الاخيرة من التصفيات مساء أمس الاول الاربعاء خاصة وأن ترتيب الفريقين في المجموعة الخامسة بالتصفيات قبل بدء الجولة الاخيرة من التصفيات كان يصب في مصلحة المنتخب الانجليزي.
كما لحقت بقافلة المتأهلين للنهائيات عبر الجولة الاخيرة من التصفيات منتخبات البرتغال والسويد وتركيا.
ولم يتأخر الرد على السقوط الانجليزي المدوي في التصفيات والهزيمة التي مني بها الفريق أمام نظيره الكرواتي 2/3 مساء أمس الاول حيث دفع المدرب ستيف ماكلارين المدير الفني للفريق الثمن سريعا فخسر منصبه أمس الخميس رغم أن عقده يمتد مع الفريق حتى نهاية كأس العالم القادمة المقرر إقامتها عام 2010 في جنوب أفريقيا.
وبعد مرور أقل من 12 ساعة على السقوط أمام المنتخب الكرواتي على استاد ويمبلي الجديد أعلن الاتحاد الانجليزي الاستغناء عن خدمات ماكلارين الذي قاد الفريق في 18 مباراة فقط منها 12 مباراة رسمية جميعها في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 ليكون بذلك صاحب أقل رصيد من المباريات من بين المدربين الذين تولوا تدريب الفريق عبر تاريخه.
وأصبح المنتخب الانجليزي هو الفريق الوحيد من بين القوى الكروية التقليدية الذي يفشل في الوصول لنهائيات يورو 2008 والتي تقام نهائياتها في سويسرا والنمسا بالتنظيم المشترك منتصف الشهر المقبل.
وشهد المشوار الطويل للتصفيات العديد من المآزق والازمات لبعض المنتخبات الاخرى مثل المنتخب الايطالي بطل العالم 2006 ومنتخبي أسبانيا وفرنسا حيث ثارت الشكوك لبعض الوقت حول تأهل كل من المنتخبات الثلاثة إلى النهائيات.
ولكنهم حجزوا مقاعدهم في النهاية بين 14 منتخبا تأهلوا للنهائيات عبر بوابة التصفيات بينما يشارك المنتخبان السويسري والنمساوي دون تصفيات في النهائيات التي يستضيفها البلدان من السابع إلى 29 حزيران/يونيو 2008 .
وتجرى قرعة النهائيات في مدينة لوكيرن السويسرية في الثاني من كانون أول/ديسمبر المقبل لتقسيم المنتخبات الستة عشر المتأهلة إلى النهائيات حيث يوضع كلا من المنتخبان النمساوي والسويسري على رأس مجموعة من المجموعات الاربع بينما يوضع المنتخب اليوناني حامل اللقب على رأس مجموعة ثالثة.
أما المجموعة الأخيرة فيوضع على رأسها المنتخب الهولندي صاحب أفضل نتائج في تصفيات يورو 2008 وتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم الماضية 2006 بألمانيا.
وصبت الصحافة الانجليزية جام غضبها بقسوة شديدة على المنتخب الانجليزي الذي أهدر فرصة ذهبية للتأهل إلى النهائيات الاوروبية حيث كان بحاجة إلى نقطة التعادل فقط من أجل التأهل ولكنه فشل في انتزاعها من ضيفه الكرواتي.
ووصفت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية المنتخب الانجليزي بعد هذا الاخفاق في عنوانها قائلة "ميئوس منه ، قليل الحظ ، عاجز".
أما صحيفة "ذي تايمز" البريطانية فعلقت بقولها "في ليلة كانت نظافة الشباك فيها كافية للتأهل يصبح استقبال الشباك لهدف واحد سوء حظ لكن أن تستقبل الشباك ثلاثة أهداف فإن ذلك أمر مثير للشفقة بالفعل".
ووعد جيوف طومسون رئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لدى إعلانه عن إقالة ماكلارين ب"تغيير جذري وفحص متشعب ودقيق لكل خطة الاعداد للمنتخب الانجليزي".
وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه المسئولون في إنجلترا التحقيق لفحص أسباب الاخفاق اجتاحت الاحتفالات تركيا وروسيا والسويد والبرتغال.
ولكن أكبر هذه الاحتفالات كان في روسيا بالتأكيد حيث يدين المنتخب الروسي بالفضل في تأهله إلى النهائيات لنظيره الكرواتي الذي تغلب على المنتخب الانجليزي في عقر داره في نفس الوقت الذي حقق فيه الفريق الروسي فوزا هزيلا 1/صفر على مضيفه منتخب أندورا في مباراة ثانية بالمجموعة أمس الاول.
وحقق المنتخب الروسي بذلك الشيء الذي لم يكن مرجحا قبل خوض الجولة الاخيرة من التصفيات.
ووجهت الصحافة الروسية تحية حارة إلى المنتخب الكرواتي فذكرت صحيفة "سوفييت سبورت" الروسية الرياضية اليوم "شكرا لك ، كرواتيا" بينما علقت صحيفة "سبورت إكسبريس" الروسية الرياضية أيضا على تأهل المنتخب الروسي بأنه "معجزة".
وقال الهولندي جوس هيدينك المدير الفني للمنتخب الروسي "المنتخب الكرواتي أدى برجولة حقيقية واحترم بالفعل مبادئ اللعب النظيف".
وسبق أن قاد هيدينك منتخب كوريا الجنوبية للفوز بالمركز الرابع في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان كما قاد المنتخب الاسترالي للوصول إلى الدور الثاني (دور الستة) عشر في كأس العالم 2006 بألمانيا للمرة الاولى التي يصل فيها الفريق إلى الدور الثاني في تاريخه.
أما المنتخب التركي فقد حقق الفوز على نظيره البوسني 1/صفر ليتأهل إلى النهائيات كما حجز المنتخب السويدي بطاقة تأهله للنهائيات عبر الفوز على لاتفيا 2/1 بينما أحرز المنتخب البرتغالي النقطة التي يحتاجها بتعادله السلبي مع نظيره الفنلندي.
وكان المنتخب اليوناني حامل اللقب صاحب أفضل النتائج في تصفيات يورو 2008 حيث حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة وخسر مباراة واحدة أيضا ليحصد 31 نقطة في نهاية مشواره بالتصفيات.
وذكرت صحيفة "سبورتايم" اليونانية "الاول مجددا. ريهاجل يحطم الارقام القياسية واحدا تلو الاخر" في إشادة بالمدرب الالماني أوتو ريهاجل المدير الفني للمنتخب اليوناني الذي قاد اليونان أمس الاول للفوز على المجر 2/1 في المباراة رقم 75 له في قيادة المنتخب.
وكان ريهاجل قد قاد المنتخب اليوناني للفوز بلقب كأس الامم الاوروبية الماضية في البرتغال عام 2004 في واحدة من كبرى مفاجآت اللعبة عبر التاريخ.
وبذلك يكون ريهاجل قد تفوق على المدرب اليوناني ألكيتاس باناجولياس الذي قاد المنتخب اليوناني للتأهل إلى كأس الامم الاوروبية عام 1980 بإيطاليا وإلى كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.
وقال ريهاجل الذي يحتفل بعيد ميلاده السبعين العام المقبل "خلال الفترة التي قضيتها باليونان والتي تزيد عن ست سنوات أقيل أكثر من 75 مدربا حول العالم وهو ما يثير مزيدا من الدهشة".
ويشعر المدرب لويس أراجونيس المدير الفني للمنتخب الاسباني بالسعادة أيضا بعد تأهل فريقه للنهائيات أيضا رغم البداية المتعثرة له في التصفيات والتي مني فيها بهزيمتين أمام أيرلندا الشمالية والسويد.
وقال أراجونيس "كنت على اقتناع دائما بأننا سنتأهل.. هنأت اللاعبين وأبلغتهم بضرورة الاستمرار على نفس المستوى لأن أمامنا الان سبعة شهور للاستعداد لكأس الامم الاوروبية.
أما المنتخب الالماني الذي سقط في فخ التعادل السلبي على ملعبه أمس الاول الاربعاء مع ويلز فسيكون من الفرق المرشحة أيضا للمنافسة بقوة على اللقب الاوروبي خاصة وأنه كان أول المنتخبات المتأهلة عبر التصفيات.
وأصبح المنتخب الالماني الفريق الوحيد الذي يصل إلى نهائيات كأس الامم الاوروبية عشر مرات حيث تأهل الفريق لجميع البطولات الاوروبية التي جرت منذ فوزه ببطولة عام 1972 ببلجيكا والتي شارك فيها الفريق تحت اسم ألمانيا الغربية.
وفاز المنتخب الالماني بلقب كأس الامم الاوروبية أيضا مرتين أخريين عامي 1980 و1996 .
وبخلاف المنتخب الالماني تشهد كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008) مشاركة سبعة منتخبات أخرى سبق لها الفوز بلقب البطولة وهي اليونان (2004) وفرنسا (1984 و2000) وهولندا (1988) وجمهورية التشيك (1976 تحت اسم تشيكوسلوفاكيا) وإيطاليا (1968) وأسبانيا (1964) وروسيا (1960 تحت اسم الاتحاد السوفيتي).